لطفي جعفر امان( من رواد الشعر الرومانسي
شاعر من ابرز ممثلي الاتجاه الرومانسي في الشعر اليمني المعاصر .
•ولد بمدينة كريتر (عدن) بتاريخ 12مايو 1928م.
•درس المرحلتين الابتدائية والمتوسطة (الإعدادية ) في عدن ثم أكمل دراسة
المرحلة الثانوية في الخرطوم والتحق بجامعة الخرطوم ونال دبلوماً في
التربية ، كماحصل ايضاً –في وقت لاحق على الدبلوم العالي في التربية من
جامعة لندن .
•بعد تخرجه من الجامعة شغل عدة وظائف في مجال التربية والتعليم ، فقد عمل
محاضراً في مركز تدريب المعلمين ومفتشاً في المدارس ، فضابطاً للمعارف
ومسؤولاً عن المطبوعات والنشر ، فمديراً للتربية والتعليم ثم وكيلاً لوزارة
التربية والتعليم حتى وفاته . والى جانب عمله في التربية والتعليم فقد عمل
كمذيع في إذاعة عدن عند تأسيسها .
•نشأ لطفي جعفر أمان في أسرة متوسطة الحال وفرت له حياة معيشية مستقرة كما
وفرت له جواً ثقافياً وفنياً من خلال أخوته الذين يكبرونه سناً فقد كان
بينهم من يحب القراءة ويميل اليها ، ومنهم من يحب الموسيقى والطرب ، وقد
ساعد ذلك على تنمية ميوله الثقافية والإبداعية في فترة مبكرة من حياته .كما
ان المناخ الثقافي العام والذي كان مزدهراً في مدينة عدن في حقبة
الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي كان له دوره في بلورة شخصيته
الأدبية فظهر نبوغه في الشعر في فترة مبكرة من حياته ، ومما لاشك فيه أن
الدراسة في الخرطوم كان لها ايضاً أثرها في صقل موهبته الشعرية وتحديد
اتجاهاتها الإبداعية .
•تأثر لطفي جعفر امان بتيار الشعر الرومانسي في الأدب العربي عموماً ومن
خلال اطلاعه على أعمال ممثلي ذلك التيار أمثال علي محمود طه وإبراهيم ناجي
والتيجاني يوسف بشير وشعراء المهجر وغيرهم تشبع بالقيم الجمالية والفنية
للرومانسية واخذ يتمثلها في شعره وبالذات في أعماله الشعرية الأولى الأمر
الذي جعله يحتل مكانة بارزة بين شعراء الاتجاه الرومانسي في اليمن
•وإسهامات لطفي في الحياة الثقافية والأدبية لم تقتصر على الشعر الفصيح بل
أن له إسهامات طيبة في مجال كتابة القصيدة العامية باللهجة العدنية ويعتبر
واحداً من ابرز من كتبوا الأغنية العاطفية وقد شكل خلال فترة الخمسينيات
والستينيات مع الفنان الراحل احمد بن احمد قاسم ثنائيأ فنياً كان له دوره
وتأثيره في نهضة الأغنية العدنية على وجه الخصوص والأغنية اليمنية بصورة
عامة .
كما ان للطفي إسهامات ايضاً في النقد الأدبي فقد أهلته ثقافته الواسعة
وإطلاعه على الآداب الأوربية لأن يسهم في حركة النقد الأدبي التي كانت آخذة
في النمو والازدهار في سياق حركة الأدب المعاصر وظهور نزعات التجديد
والتحديث في الشعر على وجه الخصوص
•والى جانب ملكته الإبداعية في الشعر كان للطفي بعض المواهب الأخرى فقد كان يمارس العزف على العود ، وكذا يمارس الرسم
•وفي الفترة الأخيرة من حياته عانى لطفي من المرض فنقل الى القاهرة للعلاج
غير انه توفي في 16ديسمبر 1971في مستشفى القوات المسلحة بالمعادي في
القاهرة
•أعماله الشعرية
1.بقايا نغم /1948م /مطبعة فتاة الجزيرة –عدن
2.الدرب الأخضر /1962م / دار المعرفة – مصر
3.كانت لنا أيام /1962م / المكتب التجاري – بيروت
4.ليل الى متى /1964م / المكتب التجاري – بيروت
5.اليكم يااخوتي /1969م/ المكتب التجاري – بيروت
6.الى الفدائيين في فلسطين /1969م / دار المهاجر – عدن
7.موكب الثورة (ملحمة شعرية ) /1969م / دار المهاجر – عدن
8.كماله مجموعتان شعريتان باللهجة العدنية هما
-ليالي 1960م / دار الشعب – عدن
-أعيش لك
وقد طبعت أعماله الكاملة في جزءين عام 1997
من اليمين قحطان , لطفي جعفر امان , علي كليب , الطلبه بالسودان اثناء اجازتهم
الصيفيه باسمرا 1947 م
اليكم الان القصيده وهي بعنوان يا بلادي
يا بلادي
اقفزي من قمة الطود لأعلى الشهب
وادفعي في موكب النور مطايا السحب
وستقلي كوكبا يزهو بأسنى موكب
فلقد مزقت عن نفسي كثيف الحجب
ولقد حطمت أصنام الدجى المنتحب
وهوى البرج على أوهامه والكذب
وانبرت بي في المدى أجنحة من لهب
تزرع الأضواء في جفن الليالي المتعب
وتنيل الجدب من شؤبوبها المنسكب
*****
يا بلادي لم اعد أسطورة في الكتب
لم اعد من ألف (ليلة) ليلة من عجب
لم اعد أنقاض مجد في ضمير الحقب
لم اعد ادفن دمعي في رغام الغيهب
لم اعد طيف خيال بالرؤى مختضب
أو أنينا راعف الجرح بصدر مجدب
أو نشيدا مخجلا يضحك منه الأجنبي
أشرق المسعى فللنور شذى من مطلبي
والسنا يغمر أفقي وطريقي الذهبي
*****
يا بلادي .. يا نداء هادرا يعصف بي
يا بلادي .. يا ثرى جدي وابني وأبي
يا رحيبا من وجودي .. لوجود أرحب
يا كنوزا لا تساويها كنوز الذهب
اقفزي من ذروة الطود لأعلى الشهب
اقفزي .. فالمجد بسام السنا عن كثب
اقفزي .. فالمجد ما دان لمن لم يثب
****
يا بلادي كلما أبصرت (شمسان) الأبي
شاهقا في كبرياء حرة لم تغلبي
صحت يا للمجد في أسمى معالي الرتب
يا لصنعاء انتفاضات صدى في يثرب
يا لبغداد التي تهفو لنجوى حلب
يا لأوراس لظى في ليبيا والمغرب
يا لأرض القدس يحمي قدسها ألف نبي
يا لنهر النيل يروي كل قلب عربي
فأملاي كأسك من فيض دمائي واشربي
يا بلادي .. يا بلادي يا بلاد العرب!
المثل العليا.. تنتحر!
جَثَتْ تَسترِقُّ قلوبَ التِّلالِ
وتسفحُ أدمعَها في الترابْ
وتعوي وتُدمي تسفُّ الهجيرَ
وتَنزع مجنونةً للسراب
وتصرخ في فجّة البائسينَ:
لقد طال يا ربُّ هذا العذاب!
فأصغت لها كُلُّ سوسنةٍ
قضت مثلها في ربيع الشباب
جراحُ العبير على كأسها
مُضرَّجةٌ وحشةً واكتئاب
وأحلامُ عالمها في الثرى
تراتيلُ تُزجي الصدى في خَراب
وصاحت بها: يا ابنةَ الخالدينَ
منالُ الخلود برهْنِ الصِّعاب
بنا مثلُ ما بِكِ من ضجَّةٍ
وفينا كما فيكِ هذا المصاب
عبَرنا الحياةَ وقلنا لها:
لنا المثُلُ الطاهراتُ الثياب
فلما زهونا بها عِفَّةً
تردَّتْ بنا في سَحيق التَّباب
فقامت تلمّ بقايا القُوى
على هيكلٍ مُضمحِلّ الإهاب
وتسحب آمالَها النازفاتِ
وتقلع خطوَتَها باغتصاب
إلى أن محاها شَفيفُ الفَضاءِ
وأغوَت هُداها الفَيافي الرِّحاب
تَساقطُ ثورتُها في الرمادِ
وتعشو بصيرتُها في الضباب
وقدْ نضبَ الكونُ في نبْضِها
وغاض الجمالُ بقفْرٍ يَباب
تُسائِل عن ذاتِها في القبورِ
فتهتف ديدانُها بالجَواب
ومن حولها كُلُّ ما حولها _
ضياعٌ ضَياعٌ وصمتُ غِياب!
كانت لنا أيام
لا تَسَلني عن الهوى
عن رُؤى الأمس بالصِّبا
صَدَح الفجرُ وانطوى
لحنُه والسَّنا خبا
فأنا اليومَ حيرةٌ
تَنشُد الأمسَ في غَدي!
في غَدي؟! أيُّ مَطلبِ
أنشدُ الوهمَ بالمحالْ
كيف أصبو له وبي
صَدمةُ الواقع العُضال
حيث لا حِسَّ لا صدى
غير أمسي بلا غد!
لم يزل في دمي ربيعْ
دافقُ العطر بالشبابْ
غير أني كمن يَضيعْ
ظمأً يلعق السرابْ
تاه بي شَكُّ حاضِري
راجفُ العُمر من غَدي
عبرت كلُّها سُدى
«خمسةٌ» من يد الزمنْ
فتلفّتُّ في المدى
أرقُب البعثَ في كَفنْ
أرقب الأمس والهوى
في خيالٍ من الغدِ!
اتركيها يا طفلتي
وامسحي الدمع بالعَزاءْ
هذه الدمية التي
حُطِّمتْ أصبحت هباءْ
كلُّ ما مرَّ وانقضى
ليس يَحيا مع الغدِ!
لمَ في الحلم نلتقي؟
في جنانٍ من الأملْ
ثمّ في الحاضر الشقي
في فراغٍ من المللْ
ترسم الريحُ حلمنا
صورة الوهم في الغدِ
يا رفيقيَّ في الحياةْ
يا شُعوري وأدمعي
أعبرُ الأرضَ ذِكرياتْ
ليتَ ما كُنتما معي
لأُغنِّي لحاضري
لا لأمسٍ ولا غدِ!
لأغنّي لحاضري
وهو يهتز في دمي
لا أُبالي بِغابرٍ
أو بآتٍ مُطلسَمِ
لذَّتي حين أنتشي
مُهمَل الأمس والغدِ!
إنما أنتما أنا
في وجودي المبدَّدِ
فامضيا واطويا الدُّنا
كالخيال المجرَّدِ
يحسب الناس أننا
لم نكن بعدُ كالغدِ
يذهب اليومُ من يدي
مثل أمسي كأنما
لم أعش بعدُ مَولدي
أو أنا عشتُ إنما
بين أمسي وحاضري
مثل أسطورة الغدِ!
أهكذا؟
تركْتَني؟
أنا؟ أنا؟
انظُرْ إلى عينيَّ
أمّا أنني
أنظرُ في عينيك؟
لا سأنحني
أقول في ضراعتي:
حرمتَني
من حُبنا
من كلِّ ما عاهَدْتَني
بسعدِنا
من كل آمالي التي هنَّيتَني
بفرحها في قُربِنا
أهكذا؟ أهكذا؟
تنسى الهوى ما بيننا؟
خذْ دَمعتي
في راحتيكْ
خذ نَظرتي
في ناظريكْ
خذ لَوعتي
تهفو إليكْ
خذني أنا
- كُلِّي أنا -
مُلكًا لديكْ
من بعدِ هذا ما تُريدْ؟
قُل لي بربك ما تُريدْ؟
لو كان قلبكَ من حديد
كانت تُذوّبه دُموعي
ويهزّ قسوتَه ولوعي
فَيَلينُ لي
ويضمّني
ويشدُّني
مُلكًا لديكْ!
من قصيدة: خطبة لم تتم!
أنتَ ولا أحدٌ سواكْ
أنتَ الذي قلبي هواك
وبكل آمالي حواك
أنت ولا أحد سواك
أنت الذي قلبي تفَتَّح زَهرةً في راحتيكْ
تَسقى رَبيعًا خالدًا من ناظريك
تُعطيك كلَّ عَبيرها وجمالِها
كُلَّ الدُّنى الخضراءِ من آمالها
أنت ولا أحدٌ سواك
أنت الذي من قبل عيني أن تَراك
ما كنتُ أدري الحبَّ غيرَ حكايةٍ حسناء تُروى
أو قصةٍ مَرئية في شاشةٍ تهتزُّ نجوى
أو خلجةٍ مجهولةٍ في عُمقِ أسراري تَلوّى
حتى هويتك أنت وحدكْ
ولقيتُ كلَّ الحب عندكْ
ووجدتُ نفسي هكذا أهوى وأهوى
وخَطبتَني
فملأتَ إحساسًا بأعماقي أُغنّي
بالحب بالدنيا التي بجمالها أسعدتَني
أشعرتَني
أن الحياة تضمّني
وتهزّني
في نشوة الفرح الهَني
يا سعدَ قلبي يومَ أنتَ خطبتَني!
أنتَ الذي ولَّهتني
وغَمرتَني
بالحب بالدنيا التي بجمالها أسعدتَني!
وكما يمرّ الحلم ورديّاً وتطويه الحقيقه
بردائها الممقوت تطوي في مآسيها شُروقَه
انهارَ حبي كلّه في الموعدِ
بجنين أفراحي الذي لم يُولدِ
بكنوز آمالي الثمينه
رَفضوكَ أهلي!!
يا مآقي الحزنِ صُبّيها سَخينه
صُبّي على قَبري الذي وُسَّدتُه نَفسي الطَّعينه
أنا لن أكونَ بغير حبكَ غيرَ من عَنَستْ حَزينه
أمنيةً منفيّةً يهدي الخيالُ لها حنينَه
أو فرحةً مخنوقةً كَسروا جَناحيها سَجينه
ماذا أكون بغير حُبكَ غيرَ من عنست حزينه
أبدًا حزينه!!
ثم التقينا
يا ليتنا لـمَّا التقينا
ذُبنا عِناقًا وانْطَفَينا
وانتهينا
لا ومضةٌ في ناظرينا
لا رعشةٌ في راحتينا
لا همسةٌ لا شيءَ
صَمْتٌ كالحٌ يجثو علينا
يا ليتنا لما التقينا
ما التقينا!
رفضوك أهلي
رفضوك أهلي؟
يا لَقسوتهم علينا!
ورحلتُ عنكَ
لا لكيْ أنساكَ هل أنساك أنتَ؟
لا لا أتذكر يومَ قلتَ:
مهما افترقنا
سيظل حبي خالدًا مهما افترقنا
وتعانقَت منَّا الشِّفاهْ
وتحرَّقت آهٌ بآهْ
من بعد ما عاهدتَني
ووعدتَنَي
أن الرسائل بيننا
ستظل تَحفظُ حبنا!
ومضيتُ ألتهم الدروبَ
دروبَ عاطفتي الشريده
ويجوع في قلبي الفراغُ
حزينةً وَلْهى وحيده
وأنا أشمّكَ في فضائي
وأُحِسّ روحكَ في دمائي
في كل جارحةٍ وخَلْجه
والليلُ يحملني كموجه
تاهت وذابت في فراغي وانطفائي!
وأنا أرى
بالرغم ما في القلب من خَفقٍ ونَبضِ
تابوتَ عمري
فوق ظهر الليل
للمجهول يمضي
شهرٌ يَمرُّ
ويليه شهرُ
ورسائلُ الحب التي عاهدتَني
بوفائها ووعدتَني
ما ضاء منها - في ظلام البُعدِ - سَطرُ
لطفي جعفر امان من احب الشعراء الى قلبي وكثير من قصائدة مغناة في اليمن
واقصد مدينة عدن الجميلة ومشهورة قصائدة بشكل اكبر بصوت الفنان احمد قاسم
وكانا يشكلان تنائي رااااائع في الفن العدني
وغيرة من الفنانيين غنو للطفي
ولكن احمد قاسم يشكل حالة استتناء مع لطفي
وتناغم فني وادبي غاية في الروعة والجمال