حادي المطايا المدير العام
عدد المساهمات : 307 نقاط : 908 التقييم : 1 تاريخ التسجيل : 17/06/2011 الموقع : في قلوب من يحبونني
| موضوع: ஐ◄████▓▒░░~~ القرصنة~~░░▒▓████►ஐ السبت يونيو 25, 2011 9:08 pm | |
| القراصنة...........!!
تلبدت السماء بالغمام الكثيف , الريح تعصر جوفه بمخالبها ,الرعد يجلجل فضاء المكان , البرق يشظي الأفق…الغبار والمخلفات بدأت تستجيب للأعاصير .. عيون المارة مقفلة ..الكل أخفى نفسه , إلا ثلة تأخرت لأسباب يعلمها الغيب
و قدماي التين أبتا إلا البطء في مشيتها.. ملابسي تتصارع مع الهواء ... خصلات شعري منتصبة...
صور مخزولة منذ القدم بدأت تتدفق في مصارف الحزن .
أمطت رأسي فوق وشاح الغبار الذي يتشح به عنق الفضاء ... أبت نفسي إلا الإذعان لمأربها..... الحزن يدفعها...والويل القائم لم يفزعها ...
وأنا أقول كما قال الأوائل " من ملكته نفسه عذبته".
ظهر الأحبة من جديد في سيل الذاكرة ، فأشتد كربي علي كرب ...
هممت أن أعمل شيئاًَ استجابة للأصوات المتعالية من النوافذ... لكن بلا جدوى مساري غير محدود أو مرسوم. بدأ التبرد يصب حصاه علي رأسي.... وبدأت قطرات المطر تلثم ثغر الثرى . تبخرت حرارتي لتكاثف الانهمار ... بينما ازدادت تلك الصور تألقا في مخيلتي ،
إعصار نفسي يلوي ضلوعي بين آهات الحزن .... وإعصار الجو الخارجي يخربش عيوني بذرات الغبار.
أبتسمت... بكيت.... وقفت .... نظرت ....يمنياً ويساراً...
الحمل يثقل علي كاهلي شيئاً فشياً .. احتجت إلي المساعدة ....سرت.
نظرت إلي المكان الذي تحبه نفسي فلم أجد به أحداً ممن أحب ....
فمضيت ..
ونظرت تارة أخرى إلي المكان الأخر في الجهة الأخرى ولكن كذلك لم تجد أحداً ,
نظرت بعيداً .. تحت دخان المطر .. إضاءة . . مشيت ...
أمعنت النظر ...وقرأت الحروف .... "مقهى الأنترنت ".
ابتسمت من خلجات أحزاني المكفهرة تساءلت "هل أجد أحداً من أصدقائي ؟" غير أني لا أعرف لماذا عيني ذرفت دمعتين. .وحثثت الخطى .. أقتربت....نبتت عدة أسئلة حيرى .. أخرها كاد أن يثنيني لا أعرف ماسبب ذلك .. غير أني أخرجت يدي من جيب معطفي ودفعت الباب الزجاجي ... ودلفت إلي الداخل ..
كل العيون الشاخصة بشاشات الكمبيوتر تعلقت بي ... لم آبه ..بنظرات الإعجاب والدهشة والإستنكار والأستغراب.... حشرت نفسي بكرسي أمام أحدى شاشات الكمبيوتر ..
عامل الأنترنت، فتح الخط لي دون أي تعليق ... وضعت أسمي السمتعار وكلمة المرورعلي "الماسنجر" وضغطت زر الدخول , انفتح يريدي الإليكتروني ولا أحد من أصدقائي موجود.
أسندت ظهري علي ظهرالكرسي... وأخذت شهيقاً طويلاً...وضعت الميكروفون علي أذني ...
احترت ماذا أسمع ، وأنا أضع الماوس علي الشات روم إلا أن شيئاً ما انتابني ..
"لماذا لا أبحث بين المواقع العالمية عن موضوع مفيد؟..." ظهرت تلك الصورة الجزئية في مخيلتي من جديد.
طاوعت هذا القول وكتبت أسماً عشوائياً علي صفحت البحث, قبل أن أغير رأيي , ضغطت زر الدخول , أتضح أني كتبت حروفاً بالغة الإنجليزية انفتحت صفحة غريبة , تحمل صورة بحر واسع , وسفن كثيرة يتخلل ظهورها بعض الركاب .بملابس القبطان .... وعلامات العواصف تملأ فضاء الصورة.
رفعت رأسي إلي ما خلف زجاج الأبواب، وتأكدت أن ثمة قاسم مشترك بينهما .
ودون أي تفكير ضغطت بالماوس علي أحد القباطنة فانفتحت صفحة جديدة , يتقاسم وميضها السواد والبياض ... بدا المشهد أكثر تعقيداً من قبل ... غير أني نقرت عدة نقرات علي الألوان التي تظهر ..... لكن دون فائدة .
الفضول دفعني لعمل شيئاً ..... وضعت الماوس علي الخط الوهمي الذي يفصل بين ظهور اللونيين ... ونقرت عند ظهورهما معاً.
ظهرت رسالة تطلب أسمي المستعار وكلمة المرور..... هنا اخترت أسماً عشوائي , وكلمة مرور, فانفتحت لي صفحت شاة روم ... يملؤها كلام بلغات مختلفة
أقلها العربية
مررت بعيني علي الحروف التي تعلمتها من سن السابعة , كونت كلمات لم أقرأها من قبل .... انتظرت قليلاً ثم كتبت :
ـ أيها الحمقاء أكتبواكلمات تفهم ." وأرسلتها علي صدر الشات " ...
توقف الشات ، ولم تنزل علي صدره أي كلمات بأي لغة .
أنتظرت الرد.... لا مجيب كررتها , وبعد برهة كتب أحدهم عدت أسئلة غريبة ... فانهمرت أجيب عليها بسرعة .... حتى أنني أجبت علي أحدها ولا أعرف من كتب بعدي بلغة غريبة تساقطت علي أثرها القهقهات علي السطور . سيطر علي الامتعاض وعاد الشات روم إلي وضعه السابق ... ازدحمت الأسماء الغريبة علي السطور.
ضقت من ما أمامي ... تأهبت للخروج ... غير أني لمحت نداء أحدهم لي باسمي المستعار فأجبته
ـ نعم
أهلا بك أيها الغريب الوحيد ... ـ الوحيد
ـ نعم .... أنت الوحيد الذي دخل إلي هذا العالم بمحض الصدفة ... لذا لن يصدق أحداً إلا أنا المجرب
ـ ماهذا العالم ؟
ـ لا تستعجل .... فأنت الآن بين أباطرة العالم ... (أي بطريقة أفصح ...بين من يتمركزون في هذا المحيط العالمي) لا أخفي عليك صديقي؟ إذا قلت لك "أنك علي أرضية أول سلم الولوج إلي المستقبل"
ـ المستقبل ؟!هههههههههه
ـ قد يكون في كلامي شئ من الغرابة عليك ...لكن الا تحب الغناء .
ـ الغناء ...كيف ؟. ـ أنه المال والثراء
هنا بدأت اضحك من كذبات الشات روم التي تعودت عليها ... جاريته ما استطعت .ـ
أيعني هذا أنني أصبحت أحد أصدقاء علي بابا ؟.
ـ هيه ..أنت ... لا تسخر ...أنت مع أحد قراصنة هذا العالم الكمبيوتري .. دق كلامه الأخير باب القراءة التي قرأتها في الكتب والمجلات العالمية وساورني الشك في صحة القول , وبرق في عيني المثال
" إلحق الكذاب إلي وراء الباب"
قد يكون الحظ النحس جاء بي إلي بحر السعادة ....
قلت له : ـ وكيف سوف أدنو أو أصعد هذا السلم الذي لازلت عند حافته الأرضية . تأخرت في الإجابة قليلا ً ثم قال :
ـ لأن أنت كالبصير وأنا عصاك التي ترشدك الطريق .. أنتظر لحضة "ثم بعد برهة " عفواً أنشغلت بملفات إحدى الشركات.
ملفات إحدى الشركات "فزعت من قوله "وسألته في هدوء :
ـ ماهو عمل القراصنة ؟
لم تمضى إلا برهة حتى أردف
ـ أنا عربي ....وأقيم في أوربا ، بيد أنني وبحكم قوميتي ، لن أعمل معك كما عمل الأجانب معي ... وسوف أتخذك شريكاً من لحظة الموافقة علي شرطي .
ـ ماهو شرطك ؟
ـ أن يكون لك الثلث ولي الثلثين مما نحصل علية .
ياللهول يبدو ((أنه أخذ الأمر بجدية )) ـ أيعني أننا سوف نحصل علي المال ؟
ـ نعم إذا قبلت شرطي هنا بالذات هدأت قليلاً ... وبدأت أفكر في الأمر بجدية ... إلا أنه قطع تفكيري حين أرسل هذه الكلمات.
ـ لا تخف ... أنت الرابح في كل الأحوال وأنا من طبعي أن لا أخون ... وإن شككت في صدقي فسوف تكسب الخبرة .... أقنعني هذا القول شيئاً ما ... قلت ـ موافق
قال : ـ لنبدأ العمل .... أريد أن تحصل لي علي أسماء أفضل الشركات لديكم بلدكم لا زالت بكرا, ولم يدخله القراصنة .... أريد أن نظرب ضربتنا القوية .... وكذلك أريد معلومات عن الأسواق التي تستورد وتصدر إليها تلك الشركات في أسرع وقت .
أنتابني الأرتباك والقلق .... فالأمر ليس بالسهولة التي كنت اتصورها ... من أين أحصل لهذا المجنون علي كل هذه المعلومات ...؟ وقبل أن أسأل قال :
ـ تحرك .... ليس لدينا وقت نضعيه فغيرنا قد يسبقنا ... لا تهم معرفة الطريق حاجتك كفيلة بإرشادك.
كلامه الواثق ياصديقي يتغلغل في عروقي , كأنه أوامر عسكرية ... حتى أني لم أستطع مناقشته , وإغلاق كل ما علي شاشات الكمبيوتر , وأنطلق مذعناً للأوامر.
في اليوم الثاني دخلت نفس المكان , قبل وقت البارحة بساعة ..... أحاول أن أفهم ولوكلمة مما يدور حولي ..... لكنه لم يتركني أكثر مما مكثت حيث قال لي علي الخاص .
ـ هااااااااي
ـ مرحباً
ـ أخبارك أبو الشباب ـ كل خير
ـ هه ....حصلت علي ماذا ؟
ـ حصلت علي موقع مصرف يرسل ويستقبل الحولات إلي أنحاء كثيرة في العالم علي مدار الساعة .
ـ فضيع ...أنت تلميذ نبيه , لم يخب ضن أستاذك فيك .
"تلميذ ...أستاذ...؟"
ـ أرسل موقعه لا أعرف كيف نسيت الشروط... أو أني لم أستطع البوح بها كما خططت لوضعها قبل هذا الأجزء... وأرسلت الموقع وقلت له بكل برود:
ـ وصل ـ نعم .... وما عليك إلا أن تفتح كمرتي وتراقب ما أقوم به .
أرتعشت يدي المخلوطة بالفرح والخوف وأنا أفتح الكمر... ولسان حالي يقول "صادق والله .... يبدو أنه صادق في وعده وأبن ناس "
وما أن فتحت الكمر, حتى أنهالت علي الصدمة . شاب في السادسة أو السابعة عشر .. يقوم بأعمال غريبة في المواقع ..لا .. ماهذا؟ إنه يتصل بالشبكة الداخلية للمصرف .. ورأيته يبحث عن شئ .. فسألته بقلب يرتجف : ـ عن ماذا تبحث ؟
وبدأ يخاطبني ـ صديقي ... أنت أنجب تلميذ .. إن لم تكن أبر كهم ... ها هي الرسالة تعلن عن نجاح عملية التحويل .... ونظرنحوي,,, سوف أنشر لك تهنئة في اكبر الصحف التي تصدر هاهنا باسمك السمتعار ... أسمها (.....) قالها وهو يشيرإلي (...) غداً وليس الآن نتفق علي الطريقة التي سوف أرسل عبرها المبلغ المتفق عليه .... غمز بعينه وهو يبتسم .. .أنا محتاج للمبلغ لأني سوف أقيم به مشروع لذا أعطيك الربع وليس مثلما اتفقنا..... أرجوك سامحني لأني لم أوفي بالوعد ولكن في المرة القادمة سوف أعطيك نصف ما تحصل عليه أتفقنا ... .لم يعد الأمر بيدي ... وأنما بيد هذا الصبي الذي يعذبني بما أرى ويشويني بقدراته ....
ـ قلت اتفقنا وأغلق الكمرا ....وبريده .... خرجت أنا , واليأس يتسربل علي وجهي , ونقدت المحاسب حسابه .... عدت إلي البيت وأنا غارق في التفكير
" أيصدق هذا الصبي بما وعدني , الربع ليس بهين , سوف أفتح به مشروع هنا ... ينتشلني من براثن الفقر الذي أنا فيه .... ثم هل أصدق نفسي و أنني أصبحت أحد قراصنة العالم ...
يا للهول .... سوف أحتفظ بهذا المبلغ إلي أن تنفذ عملية أخرى واعمل مشروعاً كبير نعم .... سوف أعمل كذلك : وهكذا أمضيت ليلتي ... بين أكف الأحلام حيناً وبين أكف الرجاء واليأس أحياناً اخرى ، حتى غلبني النوم إلي نصف ساعة بعد الموعد المحدد....
قفزت من فراشي مذعوراً ... .لا أعير أي كلام لأمي ، ولا لبطني التي تزقزق عصافيرها هرعت إلي الشات روم، خوفاً من أن يكون قد رحل .
فتحت بريدي علي عجل .... لم تظهر أي رسالة , تسلسل الخوف إلي أغوار نفسي ... فتحت الموقع , ثم الشات روم ، لم أري، اسمه بين من يدردشون , بدأت أصب غيظي علي هيئة لعنات :
ـ اللعنة ...خدعني ، أرتقى إلي طبقة إلأغنياء ، علي درجات سلم عنائي , وبنفس تائهة ,شاردة ,بحثت عن أخر بريق ، وأنا أصم أذني من صدى ناقوس التساؤلات . وما سوف يهديني علي صفحة الصحيفة ,
غير أن الحسرة عدة الأجواء .
ـ نكتة عن غبائي , تعزية ضياعي , شكر لغفلتي , هدية من ساذج عربي ...
"بدأت أتنقل بقلق وذعر, علي صفحات الصحيفة، التي لم أجد عليها أي شئ مما ذكر .. الندم خط سكينه علي قلبي ،
لكني أستجمعت أعصابي ، وعاودت البحث بهدوء المهزوم .. فلمحت عيني صورة , أعدت الصورة الذي كنت قد تخطيتها "إنه هو ...لكن ماهذا ؟ماذا أرى؟
الشرطة بجواره .. ورفعت رأسي إلي ما كتب في الإعلان في أول صفحات الجريدة لا يبدو أنني كنت أتصفح الصفحة الأخيرة .... | |
|